الصحة النفسية للرجال
الصحة العقلية والمجتمع والثقافة
"مثلما يمكن تشخيص إصابة شخص بكسر في الساق، فإن التشخيص بمرض نفسي هو ببساطة وسيلة لفهم ما حدث للشخص وإيجاد أفضل علاج لمساعدته."
الثقافات والديانات المختلفة لها وجهات نظر مختلفة حول الصحة النفسية، حيث أن بعض الثقافات لديها تقاليد أو طقوس معينة لعلاج مشاكل الصحة النفسية، بينما يرى البعض الآخر أن المرض النفسي مشكلة روحانية.
في أستراليا، يُشار إلى الصحة النفسية على أنها حالة الرفاه وهي تؤثر على طريقة تفكيرك وتصرفاتك، وكيفية تعاملك مع العمل والعلاقات الاجتماعية. ولدينا جميعاً أفكارًا ومشاعر مختلفة خاصة بنا وتميزنا عن الآخرين، فكل شخص يعاني من مشاكل الصحة النفسية أو المرض العقلي بشكل مختلف. على سبيل المثال، لا يُظهر بعض الأشخاص حزنًا حتى لو تم تشخيصهم بالاكتئاب ولكنهم يعانون من الغضب بدلاً من ذلك. وقد يبدو البعض الآخر بحالة جيدة ولكن يمكن أيضاً تشخيصهم باضطراب في الصحة النفسية أو العقلية.
عادةً ما يكون معرفة أن لديك مشكلة صحة نفسية هو الخطوة الأولى في الإدارة. وهذا ما يسمى امتلاك "البصيرة" (‘insight’). ولا يمكن لأي شخص تشخيص حالات الصحة النفسية وعلاجها. عادةً ما يتم إجراء العلاج في أستراليا بواسطة متخصصين في الصحة النفسية: أطباء أو علماء نفس أو أطباء نفسانيين مُعالجين أو أخصائيي مشورة أو موظفين/أخصائيين اجتماعيين. درس أخصائيو الصحة النفسية كيفية عمل جسم الإنسان والدماغ لسنوات وتعلموا ما هي الأساليب التي تعمل بشكل أفضل لعلاج مشكلة أو مرض معين في الصحة النفسية. نحن نعلم أن هذه العلاجات ناجحة من خلال البحث المكثف، حيث أفادَ الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الصحة العقلية أو المرض بتحسن الأعراض وتحسن رفاههم بكشلٍ عام بعد العلاج.
إذا كان هناك شخصٌ ما يعاني من مشكلة في الصحة النفسية أو تمّ تشخيصه بمرض عقلي، فإن المشكلة أو المرض لا يسِمه أو يجعله أقلّ أهمية، و ذلك تمامًا كما يتم تشخيص شخص مصاب بكسر في الساق، حيث إن التشخيص بالمرض النفسي هو ببساطة وسيلة لفهم ما حدث للشخص، وتحديد المرض الذي يعاني منه وإيجاد أفضل علاج لمساعدته.
وصمة العار والتمييز المرتبط بالأمراض النفسية
الوصمة هي عندما يُساء فهم الأمراض النفسية، ويُنظر إليها بطريقة سلبية، وتُستخدم لوسم الناس بشكل غير عادل، وعندما تتم معاملتك بشكلٍ مختلف أو سلبي بسبب مرضك النفسي، فهذا يُرف بالتمييز. ويمكن أن يجعل كل من التمييز ووصمة العار من التعافي أكثر صعوبة بالنسبة للشخص الذي يعاني من مرض نفسي.
قد تواجه المزيد من تحديات الصحة النفسية إذا كنت شخصاً من مجتمع الميم وهُم الأشخاص المثليين والمتحولين جنسياً والمخنثين (LGBTQI+). هذا ليس بسبب ميولك الجنسية أو جنسك أو هويتك الجنسية، ولكن بسبب التمييز والتحيز والاستبعاد الذي قد تواجهه. وقد تواجه تحديات إضافية حول كيفية معاملتك أو دعمك من قبل أسرتك ومجتمعك.
بعض الآثار التي قد تحدثها وصمة العار على الناس هي:
- الشعور بالخجل والعزلة
- التردد في طلب المساعدة
- الشعور بأن عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعهم لا يفهمونهم
- التعرض للتنمر والعنف الجسدي والتحرش
- الإعتقاد بأنهم لن يتحسنوا أبداً أو لن يحصلوا على الحياة التي يريدونها.
هناك بعض الأشياء التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية القيام بها للوقاية من وصمة العار والتعامل معها ومع عواقبها. وتشمل هذه:
- اطلب المساعدة واحصل على العلاج إذا كنت بحاجة إليه. كلما أسرعت في معالجة المشكلة، ستتحسن الأمور بشكل أسرع. هذا لأن الأمراض النفسية قابلة للعلاج.
- تذكر أن شخصيتك ليست حبيسة المرض الذي تعاني منه، فهو لا يحدد أو يعكس شخصيتك الحقيقية.
- تذكر أن الناس يمكن أن يكونوا خائفين ويصدرون الأحكام عندما يواجهون شيئًا لا يفهمونه
- وسّع نطاق فهمك لما يشكل مرض نفسي وما لا يندرج في وصفه.
- قم بتثقيف الآخرين بشأن تجاربك أو انضم إلى مجموعات الدعم للأشخاص الذين أصابهم مرض نفسي.
- امتنع عن الكلمات المسيئة والجارحة التي تستخدم لوصف المرض النفسي لشخص ما.
- استخدم لغة مناسبة وكن محترماً.