إدارة السلوك
ن تشجيع الأطفال على تنمية استقلاليتهم منذ صغرهم أمر ذو قيمة في أستراليا. إنّ تعلم الاستقلالية سيساعد طفلك على اكتساب الثقة والتغلب على التحديات والعقبات، وإدارة عواطفه، وتجهيز نفسه بشكل أفضل لاتخاذ خيارات جيدة في المستقبل.
تطوير الاستقلالية يتطلب الممارسة، وقد تنطوي الممارسة على ارتكاب الأخطاء والتعلم من عواقب اختيارات طفلك - النجاح والفشل على حدٍ سواء.
عندما يكبر طفلك ويتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة ويبدأ في تعلم الاستقلالية، فإن أحد أكبر التحديات التي يواجهها الآباء هو تعليم السلوك المناسب. ويتضمن ذلك كيفية تقديمك أنت وشريكتك للإرشاد، وخلق فرص التعلم، وتشجيع السلوك المرغوب فيه، وإدارة عواقب السلوك غير المقبول.
يُعدُّ تعليم سلوك الأطفال موضوعاً معقداً، وستواجه مجموعة من الأساليب والآراء المختلفة حول أفضل السُبل التي يجب على الآباء اتباعها. ويمكن أن تختلف وجهات النظر بشكل كبير بين الوالدين وقد تختلف الخلفيات الثقافية والأجيال داخل نفس العائلة.
يشكل التأديب جانباً أساسياً من هذه العملية التعليمية، فالتأديب هو العملية التي من خلالها يخلق الآباء تجارب تعليمية حول السلوك غير المقبول، ويساعد في الحفاظ على سلامة الأطفال ويوفر إرشادات تصحيحية للأطفال حول كيفية إدارة مشاعرهم ودوافعهم وأفعالهم عبر البيئات الاجتماعية المختلفة. وتعتمد استراتيجيات التأديب التي تستخدمها على الطفل وعمره.
التأديب ليس مثل العقاب، فالعقاب هو عملية المعاقبة على سلوك حدث بالفعل بدون تطوير مهارات مفيدة لإدارة مواقف مماثلة في المستقبل. وفي بعض الأحيان، تنبع الرغبة في إنزال العقوبة من شعور الوالدين بالإحباط. وبالتالي، فإن العقاب غالباً ما يُمارس عن طريق الخطأ بدلاً من التأديب. ويمكن أن يحدث هذا مع الآباء من جميع الخلفيات الثقافية.
ناقش مع شريكتك ما يلي:
- ما يعنيه التأديب لك؟
- كيف قام والداك بتأديبك؟
- هل كان التأديب خلال نشأتك متساوٍ مع العقاب أم كان أشبه بالإرشاد؟
التأديب هو مهارة سيحتاج الآباء الجُدد إلى تعلمها وتطويرها وممارستها. إن التحدث عن كيفية تأديبك أنت وشريكتك لطفلك سيساعد في جعل استراتيجياتكما أكثر اتساقًا، فالتأديب غير المتسق يربك الطفل. وإذا لعبت أسرتك أو مجتمعك دورًا في رعاية طفلك، فيجب عليك إخبارهم باستراتيجيات التأديب الخاصة بك وما تتوقعه منهم في التعامل مع طفلك. قد يكون من الصعب على بعض أفراد الأسرة التكيف معه، ولكن يمكنك توضيح أن الاتساق سيساعد طفلك وأنك تقدر دعمهم.
تحدَّث إلى طفلك عن عواقب سلوكه غير المقبول والآثار الإيجابية لسلوكه المرغوب. وفي بعض الأحيان، قد يبدو الأطفال غير مطيعين عمداً ولكنهم ببساطة قد لا يفهمون أو يقدرون آثار سلوكهم. ضع في اعتبارك أن شرح عواقب التأديب يجب أن يكون مناسبًا لسنهم ومستوى فهمهم.
اكتشف المزيد:
تؤكد بعض أساليب التدريس السلوكية على أهمية الطاعة المطلقة بالنسبة للآباء أو كبار السن، مثل إلقاء المحاضرات على الأطفال، أو العقاب البدني (الجسدي). إنّ أسلوب الأبوة الاستبدادي لا يدعم نمو الطفل نحو الإبداع أو التفكير أو الاستقلالية – وهي المهارات التي ستساعده على النجاح في وقتٍ لاحق في الحياة. وهذا الأسلوب لا يعلم الأطفال تطوير الحكم أو تعديل سلوكهم. وبدلاً من ذلك، سيعلمهم أنهم لا يتحكمون في أفعالهم وأن الآباء فقط هم من يتحكمون في ذلك. هذا النهج غير مُستحسن.
العقاب البدني (الجسدي) مثل الضرب قد يمنع طفلك من التصرف بطريقة معينة، وسيكون التغيير فقط بسبب الخوف من العقوبة، بدلاً من فهم سبب أن السلوك يبرر عقابك في المقام الأول. كما أنه لا يساعد الأطفال على تعلم السلوك البديل الذي تفضله. ويمكن أن يؤدي العقاب الجسدي أيضاً إلى تقليد طفلك للسلوك العنيف، أو تطوير سلوكيات صعبة على أنها اضطرابات الطفولة والتي تشمل اضطراب السلوك أو اضطراب التحدي المعارض بالإضافة إلى القلق والاكتئاب في وقتٍ لاحق من الحياة.
عند استخدام العقاب البدني، من الممكن أيضاً أن تفقد السيطرة وتؤذي طفلك أو تتسبب في إصابة خطيرة غير مقصودة تُصنف على أنها إساءة معاملة للأطفال. وفي حالة استخدام القوة غير المناسبة أو غير المعقولة في معاقبة طفل، قد تنطبق عقوبات جنائية.
القانون مختلف في كل ولاية ومقاطعة. ولا تعتبر العقوبة البدنية بشكل عام مقبولة إلّا إذا كانت "معقولة". وسواء كان ذلك "معقولًا" أم لا، فسوف يعتمد على عمر الطفل وحجمه، وطريقة العقوبة، وقدرة الطفل على التفكير، وخطورة الضرر الناجم.
لا يُنصح بممارسة العقاب البدني.
تذكر: هناك خط رفيع بين العقاب البدني والاعتداء الجسدي. وبدلاً من استخدام العقاب البدني لإدارة سلوك أطفالك، يوصى باستخدام التأديب الإيجابي (غير الجسدي).
إذا أثارت أي من هذه المواضيع استجابة عاطفية قوية بالنسبة لك، وشعرت أنك بحاجة للتحدث إلى شخص ما، اتصل بـ:
MensLine Australia: 1300 78 99 78
خدمة دعم Beyondblue: 1300 22 46 36
Lifeline: 13 11 14
خلق بيئة منزلية آمنة
- يحتاج الأطفال إلى الأمان الجسدي والعاطفي في بيئتهم المنزلية، فهي أساس النمو الصحي. ومع الاستقرار والدعم في المنزل، يصبح الأطفال أكثر قدرة على استكشاف العالم والمجازفة والتعافي من النكسات والتغلب على التحديات.
- يحتاج كل من الفتيات والفتيان إلى أن يكبروا في بيئة آمنة، بيئة تتم فيها حمايتهم من الخطر ويشعرون فيها بالمحبة.
- يجب تغذية الأطفال وكسوتهم بشكل كافٍ، وأن يكونوا في مأمن من الأذى، وأن يتم توفير الرعاية والاهتمام والإشراف المناسب لهم. لا تترك أطفالك بمفردهم في المنزل أو في السيارات. وعندما يكبر طفلك، فكر فيما إذا كان مستعداً لتركه في المنزل. هناك قوانين مختلفة حول هذا الأمر في كل ولاية ومقاطعة.
- بالإضافة إلى التأكد من أن منزلك هو مكان آمن لطفلك ليعيش فيه محمياً من الإصابات والمخاطر، فإن المنزل الآمن هو البيئة الخالية من العنف العائلي.
- إنّ مشاهدة أعمال العنف بشكل منتظم في المنزل تؤثر سلباً على الأطفال وتعتبر إساءة معاملة للأطفال. وعندما يعاني الأطفال من ضغوط عاطفية شديدة، يمكن أن يتأثر نمو أدمغتهم بشكل سلبي.
- عندما تتعرض المرأة لضغط عاطفي شديد أثناء الحمل، يمكن بالتالي أن يتأثر نمو دماغ الجنين سلباً. هذا يمكن أن يضعف نمو الطفل.
- قد يعاني الأطفال الذين يشعرون بعدم الأمان في المنزل من الخوف والقلق وصعوبات النوم وصعوبات النطق والأمراض المرتبطة بالتوتر والاكتئاب وضعف الأداء المدرسي. وقد ينسحبون أيضاً من الناس والأحداث، ويتعرّضون أو يظهرون سلوكيات تنمر أو سلوكيات عدوانية أو مدمرة.